وأثرها في الـنَّـجاة مِن الفِتَن المعاصرة
توطِئة
الحمد لله ربِّ العالمين، والصَّلاة
والسَّلام على سيِّدنا محمَّدٍ وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعد:
في زَمنٍ تَلاطمت فيه أمواج الفِتن
العاتِية، وعمَّ ماء الفَسادِ الشُطآن والأودية، واختلطت فيه المفاهيم أو خُلِّطت،
فما عادَ الحلال بيِّـنًا عند كثير مِن النَّاس، وكذلك الحرام...
في مثل هذا الزَّمن تظهر الحاجة
الماسَّة إلى عالِـم ربانيّ، وناصِح أمين، وكلمة صادِقة تأخذ بأيدنا نحو نور
المعرفة والهداية والفلاح، فتُجلِّي لنا الحقائق، وتدلّنا على سبلها لنسلكها، وتُعرِّي
لنا الباطل، وتدلّنا على مساربه لنتَّـقيه.
وهذا ما حاولنا أن نقدِّمه في بحثنا
هذا، الذي سيتناول:
1-
بيان الفِتن
المعاصرة وأخطارها.
2-
بيان كيفية
النَّجاة من هذه الفِتن بالعقيدة الإسلاميَّـة.
سائلين الله ـ عزَّ وجلَّ ـ التَّوفيق والسَّـداد.
الـفِـتـنـة
للفِتنة معانٍ مُتعدِّدة، فقد تأتي بمعنى:
·
الابتلاء
والامْتِـحانُ والاختبار، وأَصلها مأْخوذ من قولك: فتَنْت الفضَّة والذَّهب إِذا
أَذبتهما بالنَّار لتميز الرَّديء من الـجيِّدِ.
·
الإِحراق
بالنار: ومن هذا قوله ـ عزَّ وجلَّ ـ: {يَوْمَ
هُمْ عَلَى النَّارِ يُفْتَنُونَ} (الذاريات:13)
·
الضَّلال
والإِثم، وقـيل: هي في التأْويل الظُّلْم.
·
إِعجابُك بالشَّيء،
فَتَنَه يَفْتِنُه فَتْناً وفُتُونا. وأُفْتن الرجل وفُتِن، فهو مَفْتُون إِذا
أَصابته فِتْنة فذهب ماله أَو عقله.
·
والفِتْنة: الكفر،
والفِتْنة: المال، والفِتْنة: الأَوْلادُ.
والمعنى المُراد في الفِتنة في هذا البحث: هو ما يُبتلى به الإنسان في
هذه الحياة مِن المال والنِّساء والمنصِب والجاه ونحو ذلك، مـمَّا يكون سببًا في
بُعده عن الله والدَّار الآخرة.
خَطر الفِـتنـة
كان رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ يتعوَّذ مِن شرِّ الفِتن، ويحذِّر
أمتَّه منها لخطرها
العظيم على الإنسان في حياته وبعد مماته، فهي في
الدُّنيا ضَلال وضَياع، وفي الآخرة حِساب وعِقاب، قال رسول الله ـ
صلى الله عليه وسلم ـ : " إن الفِتن ستَـعمّكم فتعوَّذوا بالله مِن شرِّها". ( السُّنن الواردة في الفِتن
1/299)
وعن أم سلمة ـ رضي الله عنها ـ قالت: استيقظ
رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ ليلة فزعًا، يقول : "سبحان الله! ماذا أنزل
الله من الخزائن؟ وماذا أنزل من الفتن؟ من يوقظ صواحب الحجرات ـ يريد أزواجه لكي
يصلين ـ ربَّ كاسِية في الدُّنيا عارية في الآخرة". ( السُّنن الواردة في الفِتن 1/281)
وقد كان السَّلف الصَّالح ـ رضوان الله عليهم
ـ يخشون خطر الفِتنة أيضًا...
قال مطرف بن الشخير : سمعتُ أبا الدَّرداء
ـ رضي الله عنه ـ يقول: "حبَّذا موتًا على الإسلام قبل الفِتن." (ابن حماد 1/159)
وقال الضحاك في قوله تعالى: {وَاتَّقُواْ فِتْنَةً لاَّ تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُواْ
مِنكُمْ خَآصَّةً} (الأنفال:25) قال: تُصيب الصَّالح
والظالم عامَّة.
وكان الحسن البصري ـ رحمه الله ـ يقول: إن
"الحجاج" عذاب الله، فلا تدفعوا عذاب الله بأيديكم، ولكن عليكم
بالاستكانة والتَّضرّع، فإن الله ـ تعالى ـ يقول:
{وَلَقَدْ أَخَذْنَاهُم بِالْعَذَابِ فَمَا
اسْتَكَانُوا لِرَبِّهِمْ وَمَا يَتَضَرَّعُونَ} (المؤمنون:76)
أمَّا "طلق بن حبيب" فقد كان يقول: اتَّـقوا الفِتنة
بالتَّـقوى. فقيل له: أجمل لنا التَّقوى. فقال: التَّقوى أن تعمل بطاعة الله على
نور من الله، ترجو ثواب الله، وأن تترك معصية الله على نور من الله تخاف عذاب الله."
( رواه أحمد وابن أبي الدنيا)
ويقول "القنوجي" ناصِحًا: والإمساك في الفِتنة
سنَّـة ماضيَة، واجب لزومها، فقدِّم نفسك دون دينك، ولا تعن على الفِتنة بيد ولا
لسان، ولكن اُكفف يدكَ ولسانك وهواك، ومَن
ولي الخلافة واجتمع عليه النَّاس ورضوا به، وغلبهم بسيفه حتى صار خليفة
وسمي أمير المؤمنين، وجَبَت طاعته، وحرمت مخالفته فيما ليس بمعصية لله ولرسوله
ولخروج عليه وشق عصا المسلمين، وإن أمرك السُّلطان بأمر هو لله معصية فليس لك أن
تطيعه البتَّة، وليس لك أن تخرج عليه. (قطف
الثَّمر 1/146)
السَّلامة مِن الفِـتـن
باتَ القلبُ في
وَجَل، كيف السَّلامة مِن الفِتن؟!
لا سلامة مِنها إلا
بما أرشدنا به نبيّ الأمَّة ـ صلى الله عليه وسلم ـ حيث أمرنا بِـ:
1-
لزوم جماعة المسلمين
وإمامتهم: والمقصود بها الجماعة
المتمسِّكة بكتاب الله وسنَّة رسوله ـ صلى الله عليه وسلم، فعن حذيفةَ بن اليمان قال:
ذكر رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ دُعاةٌ على أبوابِ جهنمَ، مَن أطاعهم قحموه
فيها. قال: قلتُ: يا رسول الله، فكيف النجاة منها؟ قال: « تَلزمُ جماعة المسلمين
وإِمامَهم »، قلتُ: فإن لم يكن لهم إمامٌ ولا جماعةٌٌ؟ قال: « فاعتزلْ تلكَ
الفرَقَ كلَّها، ولو أن تَعضَّ بأصلِ شجرة حتى يُدركَكَ الموتُ وأنتَ على ذلك» (ابن حماد 1/ 143)
2-
تَعلُّم العِلم،
وتعليمه، والعمل به: فالعالِم بَصير، يتَّقي بعلمه الفِتن،
وينصح الآخرين ويحذِّرهم مِن شرِّها؛ عن عبد الله بنِ مَسْعودٍ ـ رضي الله عنه ـ،
عَن النَّبيَّ ـ صلى الله عليه وسلم ـ قالَ: «تَعَلَّمُوا العِلْمَ وعَلِّمُوهُ
النَّاسَ، وتَعَلَّمُوا القُرْآنَ وعَلِّمُوهُ النَّاسَ، وتَعَلَّمُوا الفَرَائِضَ
وعَلِّمُوها النَّاسَ، فإنِّي امْرؤٌ مَقْبُوضٌ، وإنْ العِلْمَ سَيُقْبَضُ
وتَظْهَرُ الفِتَن حتى يختلف الاثنان في الفَريضة، فلا يجدان أحداً يفصل بينهما» (السنن الواردة في الفتن 3/585)
3-
التَّمسك بهديِ مَن
مات مِن السَّلف الصَّالح: لأن الحيّ لا يؤمن عليهِ الفِتنة.
4-
طاعة السُّلطان وعدم
الخروج عليه: فإنها مِن أهم أسباب السَّلامة مِن
الفِتن، فطاعة السُّلطان واجبة، وقد حرِّمت مخالفته فيما ليس بمعصية لله ولرسوله،
ولخروج عليه وشق عصا المسلمين، وإن أمَرَ السُّلطان بأمْرٍ هو لله مَعصية فليس لك
أن تطيعه البتَّة، وليس لك أن تخرج عليه،
فالخروج على السُّلطان يعني فوضى تعم البلاد والعباد، فتنتهك الحرمات، وتُسفك
الدِّماء، وتضيع الحقوق والواجبات!
5-
عدم المُشاركة في
الفتنة إذا وقعت: قال "البَرْبَهَارِيُّ": فإذا وقعت
الفِتنة فالزم جوف بيتك، وفر مِن جوار الفِتنة، وإيَّاك والعصبيَّة، وكلّ ما كان
مِن قتال بين المسلمين على الدُّنيا فهو فِتنة، فاتق الله وحده لا شريك له، ولا
تخرج فيها ولا تهوى ولا تشايع ولا تمايل ولا تحب شيئا من أمورهم، فإنه يقال: مَن
أحبَّ فعال قوم ـ خيرًا كان أو شرًّا كان ـ كمن عمله. (شرح
السنة، البَرْبَهَارِيّ 1/47)
6-
عدم بيع السِّلاح في
الفتنة: لأنَّ السِّلاح أداة الحرب ومُذْكيها، ومهيِّج للفِتنة، وقد
نهى النَّبيّ ـ صلى الله عليه وسلم ـ عن بيع السِّلاح في الحروب.
7-
التَّمسك بكتاب الله،
وسنَّة نبيِّه ـ صلى الله عليه وسلم: عن أبي هريرة ـ رضي
الله عنه ـ قال: قال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ: " إني تركتُ فيكم
شيئين لن تضلوا بعدهما، كتاب الله وسنَّتي، ولن يتفرقا حتى يردا علي الحوض" (المستدرك على الصحيحين 1/172)
العـقيـدة الإسـلاميَّـة
تعريف
العقيدة
-
لغة: مِن العَقْد، وهو
الرَّبط والشَّد بقوَّة، ومنه الإحكام والإبرام، والعَقْد نقيض الحَلّ. وما عقد
عليه الإنسان قلبَه جازمًا فهو عَقيدَة. (الصِّحاح ولسان العرب، مادة
عَقَدَ)
-
اصطلاحا: (أ) الإيمان الجازم،
والحُكم القاطع، الذي لا يتطرَّق إليه الشَّك لدى المعتقد، بصرف النَّظر عن نوع
الاعتقاد حقّ أم باطل، وسُمِّي عقيدة لأن الإنسان يعقد عليه قلبه.
(ب) حُكم الذَّهن الجازم، فإن طابق
الواقع فصحيح، وإن خالف الواقع ففاسد، فاعتقادنا أنَّ الله واحد صحيح، بينما
اعتقاد النَّصارى أن الله ثالث ثلاثة باطل، لأنه مخالف للواقع. (شرح العقيدة الواسطية 1/50)
- الاصطلاح الإسلامي: الإيمان الجازم
بالله، وما يجب له في ألوهيَّته وربوبيَّته، وأسمائه وصفاته، والإيمان بملائكته،
وكتبه، ورسله، واليوم الآخر، والقَدَر خيره وشرِّه، وبكلِّ ما جاءت به النُّصوص
الصَّحيحة مِن أصول الدِّين وأمور الغيب وأخباره، وما أجمع عليه السَّلف الصَّالح،
والتَّسليم لله ـ تعالى ـ في الحُكم والأمر والقَدَر والشَّرع، ولرسوله ـ صلى الله
عليه وسلم ـ بالطَّاعة والتَّحكيم والإتِّباع. (مباحث في
عقيدة أهل السُّنة والجماعة، د. ناصر العقل)
للعقيدة الإسلاميَّة
مزايا خاصَّة، نذكر منها:
· سَلامة
المصدر: لاعتمادها على الكِتاب والسُّنة، وإجماع السَّلف وأقوالهم
فحسب، وهذه الخاصيَّة تنفرد بها العقيدة الإسلاميَّة عن سائر العقائد الأخرى، التي
يعتمد أصحابها على العقل والنَّظر، أو على الحدس والإلهام والرؤى والأحلام،أو عن
طريق أشخاص يدَّعون لهم العِصمة، أو غير ذلك مِن المصادر البشريَّة التي
يحكِّمونها في أمور الغيب.
·
تقوم على التَّسليم
لله تعالى، ولرسوله ـ صلى الله عليه وسلم: وهو الإيمان الجازم
بكلِّ ما جاء في كتاب الله، وسنَّة نبيِّه ـ صلى الله عليه وسلم ـ مِن أمور
غيبيَّـة لا يمكن للعقل إدراكها، والتَّسليم بوجودها، دون إرهاق العقل لإثبات ذلك.
·
موافقتها للفطرة
القويمة والعقل السَّليم: فيشعر المرء في ظلالها بالراحة
والسَّكينة، بينما نجد المُبتدعة في ضلال وشكٍّ وحيرة، فجلَّ ما جاءوا به يخالف
الفطرة ويناقض العقل.
·
اتصال سندها بالرسول
ـ صلى الله عليه وسلم ـ والصَّحابة والتَّابعين وأئمة الهُدى، قولا وعملا وعِلما
واعتقادًا: فكلّ قضيَّة من قضايا العقيدة لها
مرجعيتها الصَّحيحة مِن سنَّة رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ أو صحابته الكِرام والتَّابعين وأئمة الهدى.
·
الوضوح والبيان: فمسائلها وألفاظها
ومعانيها واضحة، لا لبس فيها ولا غموض، يَسْهل فهمها بخلاف عقائد بعض الفِرق
الضَّالة.
·
سلامتها مِن الاضطراب
والتَّناقض: وذلك لسلامة مَصدرها، فلا قول يناقض
آخر، ولا مسألة تنفي أخرى؛ قال محمد بن عمر الرازي في كتابه الذي صنَّفه
"أقسام اللذات": تأمَّلتُ الطرق الكلاميَّة، والمناهج الفلسفيَّة، فما
رأيتها تُشفي عليلا، ولا تروي غليلا، ورأيتُ أقرب الطرق طريقة القرآن.
وكان يردِّد قائلا:
نهـاية
إقدام العقــول عقال = وأكثر سعي العالمين ضلال
وأرواحنا
في وحشةٍ مِن جسومنا = وحاصل دنيانا أذى ووبال
ولم
نستفد من بحثنا طول عمرنا = سوى أن جمعنا قيل وقـال
·
سبب للظُّهور
والنَّصر والفَلاح في الدَّارين: فأصحاب العقيدة
الحقَّة هُم الذين يَصبرون ويُصابرون ويُرابطون، ويتَّقون الله، فيُكتب لهم
النَّصر والتَّمكين في الدُّنيا، وهُم الفِرقة النَّاجية يوم القيامة. قالَ رسولُ
اللّهِ ـ صلى الله عليه وسلم ـ: «لاَ تَزَالُ طَائِفَةٌ مِنْ أُمَّتِي ظَاهِرِينَ
عَلَى الْحَقِّ، لاَ يَضُرُّهُمْ مَنْ خَذَلَهُمْ، حَتَّىٰ يَأْتِيَ أَمْرُ اللّهِ
وَهُمْ كَذَلِكَ» (صحيح مسلم)
·
عقيدة الجماعة
والاجتماع: فالعقيدة الإسلاميَّة تُجَمّع أهلها ولا
تفرِّقهم، وتدعوهم دومًا إلى توحيد الصُّفوف، بخلاف أهل العقائد الباطلة الذين
يتفرَّقون شِيَعًا وأحزابًا، كلّ منها يكفِّر الآخر، ويتّهمه بالضَّلال والفسوق.
·
البَقاء والثَّبات
والاستقرار: فقد تداولت الأجيال ـ جيلا بعد جيل ـ
معتقدات أهل السُّنة والجماعة دون تغيير أو تبديل، فقولهم في الله ـ سبحانه وتعالى
ـ وأسمائه وصفاته ثابت لم يتغيَّر، وكذلك قولهم في النُّبوَّةِ والقَدَر ونحوه، في
حين نُلاحظ التَّغير في معتقدات أهل البِدع بتغيِّر الزمان أو المكان، وفقًا
لأهوائهم.
أثر
العـقيـدة الصَّافية في الحياة
إنَّ الله ـ سبحانه
وتعالى ـ شَرع مِن العقائد والعبادات ما يُحقِّق للإنسان الرَّاحة والاطمئنان، فهو
العليم بخلقه وشؤونهم، قال تعالى: {أَلَا يَعْلَمُ مَنْ
خَلَقَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ} (الملك:14)
والإيمان الحقّ هو
السَّبيل إلى نيلِ الأمْن في الدُّنيا، والسَّعادة في الآخرة، قالَ ـ تعالى ـ: {الَّذِينَ آمَنُواْ وَلَمْ يَلْبِسُواْ إِيمَانَهُم بِظُلْمٍ
أُوْلَـئِكَ لَهُمُ الأَمْنُ وَهُم مُّهْتَدُونَ} (الأنعام:82)، وفي هذه الآية
شرطان: الإيمان، والبُعد عن الظُّلم في الإيمان.
وقال تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا
تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلَائِكَةُ أَلَّا تَخَافُوا وَلَا تَحْزَنُوا
وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنتُمْ تُوعَدُونَ} (فصلت:30)
لذا كانت العَقيدة
الإسلاميَّـة خيرُ مُعين للمرء على أن يحيا حياته بصورة طيِّـبة، فما يَـعْـتقده
الإنسان يكون سَببًا في توجيه تفكيره وسلوكه.
إنَّ صاحب العقيدة
الصَّافية
لا يتخبَّط كما يتخبَّط الآخرون بحثًا عن رمز يحذو حذوه، لأن قدوته معروفة، قال ـ
تعالى ـ: {لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ
أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِّمَن كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ
اللَّهَ كَثِيراً} (الأحزاب:21)، فالرسول ـ صلى الله
عليه وسلم ـ هو قدوته الثَّابتة، قدوة في الدِّين والخُلُق والتَّعامل، وفي كلِّ
شأن مِن شؤون الحياة.
وصاحب العَقيدة
الصَّافية
لديه دستورًا خاصًّا يحتكم إلى ما جاء فيه فيَهتَدي، هو في مأمن مع كِتاب الله
وشرعه المُنزَّل. قال ـ تعالى ـ: {وَلَقَدْ جِئْنَاهُم
بِكِتَابٍ فَصَّلْنَاهُ عَلَى عِلْمٍ هُدًى وَرَحْمَةً لِّقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ} (الأعراف:52)
وصاحب العَقيدة
الصَّافية
على يقين أن هناك ملائكة تحصي عليه أقواله وأفعاله، قال تعالى: {مَا يَلْفِظُ مِن قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ}
(ق:18)، لذا نجده في يقظة ومُراقبة للنَّفسِ دائمة، تدفعه إلى إصلاح
العمل، واستقامة السلوك، علَّه ينجو في دنياه وآخرته.
وصاحب العَقيدة
الصَّافية
يؤمن بأن الدُّنيا دار فناء لا دار جَزاء، وأن هناك دار أخرى باقية، وأن هناك يوم
آخر يُحاسب فيه المرء على كلِّ كبيرة وصغيرة، قال تعالى: {فَمَن
يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْراً يَرَهُ * وَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرّاً يَرَهُ} (الزلزلة:7،، فيكون إيمانه هذا
كابِحًا للشَّهوات، رادِعًا للنَّـزوات، وحاثًّا على فعل الخيرات، ليفوز بجنَّة
عرضها كعرض الأرض والسَّموات.
وصاحب العَقيدة
الصَّافية لا
تقلقه المصائب، ولا تكدِّر صفو عيشه النَّوازل، فهو يؤمن بأن أقدار الله
كلّها خير، وله في كلِّ قَدَر حِكمة ـ يُجلِّيها لمن يشاء مِن عباده، ويخفيها
عمَّن يشاء.
ويؤمن أيضا أن المحنة
تنقلب مِنحة، إن صَبَرَ ولم يَجزع، وحمد الله على كل حال، قال تعالى: {إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُم بِغَيْرِ حِسَابٍ
} (الزمر:10)
وهكذا يكون أثر
العقيدة الإسلامية طيِّـبًا في حياة الإنسان، وتكون العقيدة الصَّافية سببًا في
صفاء قلبه وحياته وآخرته.
الإثنين يونيو 13, 2011 9:28 am من طرف سهيلة الفلسطنية
» اقتراب الساعة
الإثنين يونيو 13, 2011 9:27 am من طرف سهيلة الفلسطنية
» لا أساس للإسرائيليات التي تحمد ما مضى وما بقي من الدنيا
الإثنين يونيو 13, 2011 9:12 am من طرف سهيلة الفلسطنية
» شهادة حذيفة بحدوث بعض ما أخبر به الرسول عليه السلام لم يبق من الدنيا إلا اليسير
الإثنين يونيو 13, 2011 9:11 am من طرف سهيلة الفلسطنية
» إشارات نبوية إلى الأحداث الماضية والمستقبلة حتى قيام الساعة
الإثنين يونيو 13, 2011 9:10 am من طرف سهيلة الفلسطنية
» لم يصح عن الرسول أنه لا يمكث في الأرض قبل الساعة ألف سنة ولم يحدد الرسول مدة معينة لقيام الساعة
الإثنين يونيو 13, 2011 9:08 am من طرف سهيلة الفلسطنية
» خير القرون قرن الرسول عليه السلام ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم ثم تنتشر المفاسد
الإثنين يونيو 13, 2011 9:07 am من طرف سهيلة الفلسطنية
» عدم صحة ما ورد من أن الآيات بعد المائتين، وأن خير المسلمين بعد المائتين من لا أهل له ولا ولد
الإثنين يونيو 13, 2011 9:05 am من طرف سهيلة الفلسطنية
» ليس المقصود بالخلفاء القرشيين الاثني عشر أولئك الذين تتابعوا بعد الرسول عليه السلام سرداً
الإثنين يونيو 13, 2011 9:04 am من طرف سهيلة الفلسطنية