بسم الله الرحمن الرحيم
أحمد الله تعالى واستعينه واستهديه واستغفره, اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى
مُحَمَّدٍ ، وَعَلَى آلِ مُحَمَّدٍ ، كَمَا صَلَّيْتَ عَلَى إِبْرَاهِيمَ
وَعَلَى آلِ إِبْرَاهِيمَ ، إِنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ ، اللَّهُمَّ بَارِكْ
عَلَى مُحَمَّدٍ ، وَعَلَى آلِ مُحَمَّدٍ ، كَمَا بَارَكْتَ عَلَى
إِبْرَاهِيمَ ، وَعَلَى آلِ إِبْرَاهِيمَ ، إِنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ.
وبعد
يسر منتديات الفتن والملاحم ، ان تقوم بتعريف الفتن وأنواعها ، نبدأ علي بركة الله ان
ما يتعلق بالفتن والملاحم
من زاوية الأحاديث الصحيحة فقط لتعطينا صورة مترابطة لما هو كائن إلى يوم
القيامة.
ملحوظة: أصل هذا العمل كنت كتبته منذ 7 سنوات تقريبا ولم يقدر لي نشره.
وكان عملي فيه كالتالي: جمعت الاحاديث المتعلقة بالفتن و الملاحم من صحيحي
البخاري ومسلم وما صح من غيرهما ممن صححه أهل العلم بالرجال المعتبرين
كالألباني لوسطيته في التصحيح والتضعيف وإن كنت لا أتفق معه في كل ما صححه
أو ضعفه لكني لا أحمل نفسي مسؤلية التصحيح والتضعيف لخطورتها رغم ان لي نظر
في كتب العلل والرجال والله المستعان.
بعد الجمع قمت بترتيب الأحاديث على فصول كالتالي:
1- فصل في معرفة الفتن والملاحم وإخبار النبي عليه الصلاة والسلام بها
2-
فصل في الأحاديث العامة الجامعة
3-
فصل في ما أخبر به النبي صلى الله عليه وسلم وحدث بالفعل
4-
فصل في زماننا هذا وما ورد فيه من أحاديث
5-
فصل المهدي
6-
فصل فيما بين المهدي والدجال
7- فصل في امور لم يحدد لها النبي زمانا ومن المرجح
انها تحدث بين المهدي والدجال
8-
فصل الدجال ونزول عيسى ابن مريم
9- فصل فيما بين عيسى إلى قيام الساعة
أبدأ وبالله التوفيق
فصل في معرفة الفتن والملاحم وإخبار النبي عليه الصلاة والسلام بها
أولا تعريف كلمتي الفتن والملاحم
الفتن جمع فتنة وهي الاختبار والابتلاء والفتن قد تكون بالخير وقد تكون بالشر قال سبحانه (وَنَبْلُوكُمْ بِالشَّرِّ وَالْخَيْرِ فِتْنَةً وَإِلَيْنَا تُرْجَعُونَ)
وقدم الله ذكر الشر على الخير لكثرته ولأن أكثر الناس لا يشعرون بالخير
على انه فتنة. والفتن على درجات فمنها فتنة الدنيا وفتنة النساء فعَنْ
أَبِى سَعِيدٍ الْخُدْرِىِّ عَنِ النَّبِىِّ -صلى الله عليه وسلم- قَالَ «
إِنَّ الدُّنْيَا حُلْوَةٌ خَضِرَةٌ وَإِنَّ اللَّهَ مُسْتَخْلِفُكُمْ
فِيهَا فَيَنْظُرُ كَيْفَ تَعْمَلُونَ فَاتَّقُوا الدُّنْيَا وَاتَّقُوا
النِّسَاءَ فَإِنَّ أَوَّلَ فِتْنَةِ بَنِى إِسْرَائِيلَ كَانَتْ فِى
النِّسَاءِ ». رواه مسلم ومنها فتنة الرجل في اهله وماله وولده
وجاره وهذه تكفرها الصلاة والصدقة والأمر بالمعروف كما سيأتي في حديث حذيفة
بن اليمان. اما الفتن العظيمة فهي التي قد تصل إلى ان يخير المرء بين دينه
وضرب عنقه وفي هذا الشأن أثر عَنْ سَعِيدِ بْنِ
جُبَيْرٍ قَالَ خَرَجَ عَلَيْنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ فَرَجَوْنَا
أَنْ يُحَدِّثَنَا حَدِيثًا حَسَنًا - قَالَ - فَبَادَرَنَا إِلَيْهِ
رَجُلٌ فَقَالَ يَا أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ حَدِّثْنَا عَنِ الْقِتَالِ
فِى الْفِتْنَةِ وَاللَّهُ يَقُولُ ( وَقَاتِلُوهُمْ حَتَّى لاَ تَكُونَ
فِتْنَةٌ ) فَقَالَ هَلْ تَدْرِى مَا الْفِتْنَةُ ثَكِلَتْكَ أُمُّكَ ،
إِنَّمَا كَانَ مُحَمَّدٌ - صلى الله عليه وسلم - يُقَاتِلُ الْمُشْرِكِينَ
، وَكَانَ الدُّخُولُ فِى دِينِهِمْ فِتْنَةً ، وَلَيْسَ كَقِتَالِكُمْ
عَلَى الْمُلْكِ. رواه البخاري والملاحم جمع ملحمة وهي الحرب الشديدة التي يتلاحم فيها الجيشان وأهمها الملحمة الكبرى قبل خروج الدجال كما سيأتي تفصيلها بإذن الله.
ثانيا إخبار النبي الكريم بنزول هذه الفتن وتزايدها في آخر الزمان:
1- عن مُعَاوِيَةَ يَقُولُ سَمِعْتُ النَّبِىَّ -صلى
الله عليه وسلم- يَقُولُ « لَمْ يَبْقَ مِنَ الدُّنْيَا إِلاَّ بَلاَءٌ
وَفِتْنَةٌ ». رواه أحمد وابن ماجة وصححه الألباني
2- عَنْ أَبِى مُوسَى قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى
الله عليه وسلم- « أُمَّتِى هَذِهِ أُمَّةٌ مَرْحُومَةٌ لَيْسَ عَلَيْهَا
عَذَابٌ فِى الآخِرَةِ عَذَابُهَا فِى الدُّنْيَا الْفِتَنُ وَالزَّلاَزِلُ
وَالْقَتْلُ ». رواه ابو داود وأحمد وغيرهما وصححه الالباني
3- عَنْ أُسَامَةَ بْنِ زَيْدٍ - رضى الله عنهما -
قَالَ أَشْرَفَ النَّبِىُّ - صلى الله عليه وسلم - عَلَى أُطُمٍ مِنْ
آطَامِ الْمَدِينَةِ فَقَالَ « هَلْ تَرَوْنَ مَا أَرَى » . قَالُوا لاَ .
قَالَ « فَإِنِّى لأَرَى الْفِتَنَ تَقَعُ خِلاَلَ بُيُوتِكُمْ كَوَقْعِ
الْقَطْرِ ». متفق عليه واللفظ للبخاري.
4- عَنْ هِنْدٍ بِنْتِ الْحَارِثِ الْفِرَاسِيَّةِ
أَنَّ أُمَّ سَلَمَةَ زَوْجَ النَّبِىِّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَتِ
اسْتَيْقَظَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - لَيْلَةً فَزِعًا
يَقُولُ « سُبْحَانَ اللَّهِ مَاذَا أَنْزَلَ اللَّهُ مِنَ الْخَزَائِنِ
وَمَاذَا أُنْزِلَ مِنَ الْفِتَنِ ، مَنْ يُوقِظُ صَوَاحِبَ الْحُجُرَاتِ -
يُرِيدُ أَزْوَاجَهُ - لِكَىْ يُصَلِّينَ ، رُبَّ كَاسِيَةٍ فِى
الدُّنْيَا ، عَارِيَةٍ فِى الآخِرَةِ ». رواه البخاري والترمذي
5- عَنْ زَيْنَبَ ابْنَةِ جَحْشٍ - رضى الله عنها أَنَّ
النَّبِىَّ - صلى الله عليه وسلم - دَخَلَ عَلَيْهَا فَزِعًا يَقُولُ «
لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ ، وَيْلٌ لِلْعَرَبِ مِنْ شَرٍّ قَدِ اقْتَرَبَ
فُتِحَ الْيَوْمَ مِنْ رَدْمِ يَأْجُوجَ وَمَأْجُوجَ مِثْلُ هَذِهِ » .
وَحَلَّقَ بِإِصْبَعِهِ الإِبْهَامِ وَالَّتِى تَلِيهَا . قَالَتْ زَيْنَبُ
ابْنَةُ جَحْشٍ فَقُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ أَنَهْلِكُ وَفِينَا
الصَّالِحُونَ قَالَ « نَعَمْ ، إِذَا كَثُرَ الْخُبْثُ ». متفق عليه
6- عَنْ أَنَسٍ - رضى الله عنه - قَالَ قَالَ
النَّبِىُّ - صلى الله عليه وسلم - « لَوْ تَعْلَمُونَ مَا أَعْلَمُ
لَضَحِكْتُمْ قَلِيلاً وَلَبَكَيْتُمْ كَثِيرًا ». متفق عليه
7- عَنْ حُذَيْفَةَ قَالَ كُنَّا عِنْدَ عُمَرَ فَقَالَ
أَيُّكُمْ سَمِعَ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- يَذْكُرُ
الْفِتَنَ فَقَالَ قَوْمٌ نَحْنُ سَمِعْنَاهُ. فَقَالَ لَعَلَّكُمْ
تَعْنُونَ فِتْنَةَ الرَّجُلِ فِى أَهْلِهِ وَجَارِهِ قَالُوا أَجَلْ.
قَالَ تِلْكَ تُكَفِّرُهَا الصَّلاَةُ وَالصِّيَامُ وَالصَّدَقَةُ وَلَكِنْ
أَيُّكُمْ سَمِعَ النَّبِىَّ -صلى الله عليه وسلم- يَذْكُرُ الْفِتَنَ
الَّتِى تَمُوجُ مَوْجَ الْبَحْرِ قَالَ حُذَيْفَةُ فَأَسْكَتَ الْقَوْمُ
فَقُلْتُ أَنَا. قَالَ أَنْتَ لِلَّهِ أَبُوكَ. قَالَ حُذَيْفَةُ سَمِعْتُ
رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- يَقُولُ « تُعْرَضُ الْفِتَنُ عَلَى
الْقُلُوبِ كَالْحَصِيرِ عُودًا عُودًا فَأَىُّ قَلْبٍ أُشْرِبَهَا نُكِتَ
فِيهِ نُكْتَةٌ سَوْدَاءُ وَأَىُّ قَلْبٍ أَنْكَرَهَا نُكِتَ فِيهِ
نُكْتَةٌ بَيْضَاءُ حَتَّى تَصِيرَ عَلَى قَلْبَيْنِ عَلَى أَبْيَضَ مِثْلِ
الصَّفَا فَلاَ تَضُرُّهُ فِتْنَةٌ مَا دَامَتِ السَّمَوَاتُ وَالأَرْضُ
وَالآخَرُ أَسْوَدُ مُرْبَادًّا كَالْكُوزِ مُجَخِّيًا لاَ يَعْرِفُ
مَعْرُوفًا وَلاَ يُنْكِرُ مُنْكَرًا إِلاَّ مَا أُشْرِبَ مِنْ هَوَاهُ ».
قَالَ حُذَيْفَةُ وَحَدَّثْتُهُ أَنَّ بَيْنَكَ وَبَيْنَهَا بَابًا
مُغْلَقًا يُوشِكُ أَنْ يُكْسَرَ. قَالَ عُمَرُ أَكَسْرًا لاَ أَبَا لَكَ
فَلَوْ أَنَّهُ فُتِحَ لَعَلَّهُ كَانَ يُعَادُ. قُلْتُ لاَ بَلْ يُكْسَرُ.
وَحَدَّثْتُهُ أَنَّ ذَلِكَ الْبَابَ رَجُلٌ يُقْتَلُ أَوْ يَمُوتُ.
حَدِيثًا لَيْسَ بِالأَغَالِيطِ. رواه مسلم والمرباد: أي متكدر ومجخيَ: أي منكوسا على غير الفطرة.
8- عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صلى
الله عليه وسلم- قَالَ « بَادِرُوا بِالأَعْمَالِ فِتَنًا كَقِطَعِ
اللَّيْلِ الْمُظْلِمِ يُصْبِحُ الرَّجُلُ مُؤْمِنًا وَيُمْسِى كَافِرًا
أَوْ يُمْسِى مُؤْمِنًا وَيُصْبِحُ كَافِرًا يَبِيعُ دِينَهُ بِعَرَضٍ مِنَ
الدُّنْيَا ». رواه مسلم
9- عَنْ كُرْزِ بْنِ عَلْقَمَةَ الْخُزَاعِىِّ قَالَ
قَالَ أَعْرَابِىٌّ يَا رَسُولَ اللَّهِ هَلْ لِلإِسْلاَمِ مِنْ مُنْتَهَى
قَالَ « نَعَمْ أَيُّمَا أَهْلِ بَيْتٍ مِنَ الْعَرَبِ أَوِ الْعَجَمِ
أَرَادَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ بِهِمْ خَيْراً أَدْخَلَ عَلَيْهِمُ
الإِسْلاَمَ ». قَالَ ثُمَّ مَاذَا يَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ « ثُمَّ
تَقَعُ فِتَنٌ كَأَنَّهَا الظُّلَلُ ». فَقَالَ الأَعْرَابِىُّ َلاَّ يَا
رَسُولَ اللَّهِ. قَالَ النَّبِىُّ -صلى الله عليه وسلم- « بَلَى وَالَّذِى
نَفْسِى بِيَدِهِ لَتَعُودُنَّ فِيهَِا أَسَاوِدَ صُبًّا يَضْرِبُ
بَعْضُكُمْ رِقَابَ بَعْضٍ ». رواه أحمد والحميدي وصححه الالباني
10- وعن حُذَيْفَةُ بْنُ الْيَمَانِ قال وَاللَّهِ
إِنِّى لأَعْلَمُ النَّاسِ بِكُلِّ فِتْنَةٍ هِىَ كَائِنَةٌ فِيمَا بَيْنِى
وَبَيْنَ السَّاعَةِ وَمَا بِى إِلاَّ أَنْ يَكُونَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى
الله عليه وسلم- أَسَرَّ إِلَىَّ فِى ذَلِكَ شَيْئًا لَمْ يُحَدِّثْهُ
غَيْرِى وَلَكِنْ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- قَالَ وَهُوَ
يُحَدِّثُ مَجْلِسًا أَنَا فِيهِ عَنِ الْفِتَنِ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ
-صلى الله عليه وسلم- وَهُوَ يَعُدُّ الْفِتَنَ « مِنْهُنَّ ثَلاَثٌ لاَ
يَكَدْنَ يَذَرْنَ شَيْئًا وَمِنْهُنَّ فِتَنٌ كَرِيَاحِ الصَّيْفِ مِنْهَا
صِغَارٌ وَمِنْهَا كِبَارٌ ». قَالَ حُذَيْفَةُ فَذَهَبَ أُولَئِكَ
الرَّهْطُ كُلُّهُمْ غَيْرِى. رواه مسلم
ثالثا ما هو موقف المسلم إذا وقعت الفتن
ونذكر هنا الموقف العام في الفتن وسنذكر بحول الله الموقف مع كل فتنة على تفصيل في موضعه:
1- الصبر:
عَنِ الْمِقْدَادِ بْنِ الأَسْوَدِ قَالَ ايْمُ اللَّهِ
لَقَدْ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- يَقُولُ « إِنَّ
السَّعِيدَ لَمَنْ جُنِّبَ الْفِتَنَ إِنَّ السَّعِيدَ لَمَنْ جُنِّبَ
الْفِتَنَ إِنَّ السَّعِيدَ لَمَنْ جُنِّبَ الْفِتَنَ وَلَمَنِ ابْتُلِىَ
فَصَبَرَ فَوَاهًا ». رواه ابو داود وصححه الألباني فواها: أي أتأوه لحال من ابتلي بالفتن.
2- الدعاء واللجوء إلى الله:
فعن زَيْدُ بْنُ ثَابِتٍ قَالَ بَيْنَمَا النَّبِىُّ
-صلى الله عليه وسلم- فِى حَائِطٍ لِبَنِى النَّجَّارِ عَلَى بَغْلَةٍ لَهُ
وَنَحْنُ مَعَهُ إِذْ حَادَتْ بِهِ فَكَادَتْ تُلْقِيهِ وَإِذَا أَقْبُرٌ
سِتَّةٌ أَوْ خَمْسَةٌ أَوْ أَرْبَعَةٌ - قَالَ كَذَا كَانَ يَقُولُ
الْجُرَيْرِىُّ - فَقَالَ « مَنْ يَعْرِفُ أَصْحَابَ هَذِهِ الأَقْبُرِ ».
فَقَالَ رَجُلٌ أَنَا. قَالَ « فَمَتَى مَاتَ هَؤُلاَءِ ». قَالَ مَاتُوا
فِى الإِشْرَاكِ. فَقَالَ « إِنَّ هَذِهِ الأُمَّةَ تُبْتَلَى فِى
قُبُورِهَا فَلَوْلاَ أَنْ لاَ تَدَافَنُوا لَدَعَوْتُ اللَّهَ أَنْ
يُسْمِعَكُمْ مِنْ عَذَابِ الْقَبْرِ الَّذِى أَسْمَعُ مِنْهُ ». ثُمَّ
أَقْبَلَ عَلَيْنَا بِوَجْهِهِ فَقَالَ « تَعَوَّذُوا بِاللَّهِ مِنْ
عَذَابِ النَّارِ ». قَالُوا نَعُوذُ بِاللَّهِ مِنْ عَذَابِ النَّارِ
فَقَالَ « تَعَوَّذُوا بِاللَّهِ مِنْ عَذَابِ الْقَبْرِ ». قَالُوا
نَعُوذُ بِاللَّهِ مِنْ عَذَابِ الْقَبْرِ. قَالَ « تَعَوَّذُوا بِاللَّهِ
مِنَ الْفِتَنِ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ ». قَالُوا نَعُوذُ
بِاللَّهِ مِنَ الْفِتَنِ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ قَالَ «
تَعَوَّذُوا بِاللَّهِ مِنْ فِتْنَةِ الدَّجَّالِ ». قَالُوا نَعُوذُ
بِاللَّهِ مِنْ فِتْنَةِ الدَّجَّالِ. رواه مسلم
2- الجهاد في سبيل الله:
عن أَبَي سَعِيدٍ الْخُدْرِىَّ قَالَ قِيلَ يَا رَسُولَ
اللَّهِ ، أَىُّ النَّاسِ أَفْضَلُ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله
عليه وسلم - « مُؤْمِنٌ يُجَاهِدُ فِى سَبِيلِ اللَّهِ بِنَفْسِهِ
وَمَالِهِ » . قَالُوا ثُمَّ مَنْ قَالَ « مُؤْمِنٌ فِى شِعْبٍ مِنَ
الشِّعَابِ يَتَّقِى اللَّهَ ، وَيَدَعُ النَّاسَ مِنْ شَرِّهِ ». متفق
عليه وبنفس المعنى عَنْ أُمِّ مَالِكٍ الْبَهْزِيَّةِ قَالَتْ ذَكَرَ
رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- فِتْنَةً فَقَرَّبَهَا قَالَتْ
قُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ مَنْ خَيْرُ النَّاسِ فِيهَا قَالَ « رَجُلٌ
فِى مَاشِيَتِهِ يُؤَدِّى حَقَّهَا وَيَعْبُدُ رَبَّهُ وَرَجُلٌ آخِذٌ
بِرَأْسِ فَرَسِهِ يُخِيفُ الْعَدُوَّ وَيُخِيفُونَهُ ». رواه الترمذي وصححه الألباني
3- إعتزال الفتن:
وهذا للضعفاء وذوي الأعذار وفي ظروف معينة على تفصيل وإلا فالجهاد أولى كما سبق فعَنْ
أَبِى سَعِيدٍ الْخُدْرِىِّ أَنَّهُ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى
الله عليه وسلم - « يُوشِكُ أَنْ يَكُونَ خَيْرَ مَالِ الْمُسْلِمِ غَنَمٌ
يَتْبَعُ بِهَا شَعَفَ الْجِبَالِ وَمَوَاقِعَ الْقَطْرِ ، يَفِرُّ
بِدِينِهِ مِنَ الْفِتَنِ ». وهي كذلك للمستضعفين الذين لا يطيقون البلاء فعَنْ
حُذَيْفَةَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- « لاَ
يَنْبَغِى لِلْمُؤْمِنِ أَنْ يُذِلَّ نَفْسَهُ ». قَالُوا وَكَيْفَ يُذِلُّ
نَفْسَهُ. قَالَ « يَتَعَرَّضُ مِنَ الْبَلاَءِ لِمَا لاَ يُطِيقُ ». رواه الترمذي وصححه الالباني وهو كحال أصحاب الكهف.
4- الموت على الإيمان ومعاملة الناس بالحسنى وطاعة إمام المسلمين:
فعَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَبْدِ رَبِّ
الْكَعْبَةِ قَالَ دَخَلْتُ الْمَسْجِدَ فَإِذَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ
عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ جَالِسٌ فِى ظِلِّ الْكَعْبَةِ وَالنَّاسُ
مُجْتَمِعُونَ عَلَيْهِ فَأَتَيْتُهُمْ فَجَلَسْتُ إِلَيْهِ فَقَالَ كُنَّا
مَعَ رَسُولِ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- فِى سَفَرٍ فَنَزَلْنَا
مَنْزِلاً فَمِنَّا مَنْ يُصْلِحُ خِبَاءَهُ وَمِنَّا مَنْ يَنْتَضِلُ
وَمِنَّا مَنْ هُوَ فِى جَشَرِهِ إِذْ نَادَى مُنَادِى رَسُولِ اللَّهِ
-صلى الله عليه وسلم- الصَّلاَةَ جَامِعَةً. فَاجْتَمَعْنَا إِلَى رَسُولِ
اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- فَقَالَ « إِنَّهُ لَمْ يَكُنْ نَبِىٌّ
قَبْلِى إِلاَّ كَانَ حَقًّا عَلَيْهِ أَنْ يَدُلَّ أُمَّتَهُ عَلَى خَيْرِ
مَا يَعْلَمُهُ لَهُمْ وَيُنْذِرَهُمْ شَرَّ مَا يَعْلَمُهُ لَهُمْ
وَإِنَّ أُمَّتَكُمْ هَذِهِ جُعِلَ عَافِيَتُهَا فِى أَوَّلِهَا
وَسَيُصِيبُ آخِرَهَا بَلاَءٌ وَأُمُورٌ تُنْكِرُونَهَا وَتَجِىءُ فِتْنَةٌ
فَيُرَقِّقُ بَعْضُهَا بَعْضًا وَتَجِىءُ الْفِتْنَةُ فَيَقُولُ
الْمُؤْمِنُ هَذِهِ مُهْلِكَتِى. ثُمَّ تَنْكَشِفُ وَتَجِىءُ الْفِتْنَةُ
فَيَقُولُ الْمُؤْمِنُ هَذِهِ هَذِهِ. فَمَنْ أَحَبَّ أَنْ يُزَحْزَحَ عَنِ
النَّارِ وَيَدْخُلَ الْجَنَّةَ فَلْتَأْتِهِ مَنِيَّتُهُ وَهُوَ يُؤْمِنُ
بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَلْيَأْتِ إِلَى النَّاسِ الَّذِى يُحِبُّ
أَنْ يُؤْتَى إِلَيْهِ وَمَنْ بَايَعَ إِمَامًا فَأَعْطَاهُ صَفْقَةَ
يَدِهِ وَثَمَرَةَ قَلْبِهِ فَلْيُطِعْهُ إِنِ اسْتَطَاعَ فَإِنْ جَاءَ
آخَرُ يُنَازِعُهُ فَاضْرِبُوا عُنُقَ الآخَرِ ». فَدَنَوْتُ مِنْهُ
فَقُلْتُ لَهُ أَنْشُدُكَ اللَّهَ آنْتَ سَمِعْتَ هَذَا مِنْ رَسُولِ
اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- فَأَهْوَى إِلَى أُذُنَيْهِ وَقَلْبِهِ
بِيَدَيْهِ وَقَالَ سَمِعَتْهُ أُذُنَاىَ وَوَعَاهُ قَلْبِى. فَقُلْتُ لَهُ
هَذَا ابْنُ عَمِّكَ مُعَاوِيَةُ يَأْمُرُنَا أَنْ نَأْكُلَ أَمْوَالَنَا
بَيْنَنَا بِالْبَاطِلِ وَنَقْتُلَ أَنْفُسَنَا وَاللَّهُ يَقُولُ (يَا
أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لاَ تَأْكُلُوا أَمْوَالَكُمْ بَيْنَكُمْ
بِالْبَاطِلِ إِلاَّ أَنْ تَكُونَ تِجَارَةً عَنْ تَرَاضٍ مِنْكُمْ وَلاَ
تَقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِكُمْ رَحِيمًا) قَالَ
فَسَكَتَ سَاعَةً ثُمَّ قَالَ أَطِعْهُ فِى طَاعَةِ اللَّهِ وَاعْصِهِ فِى
مَعْصِيَةِ اللَّهِ. رواه مسلم. وبيعة الإمام المذكورة هي لإمام المسلمين ولا تنطبق في حال إذا كان ليس للمسلمين جماعة ولا إمام.
« اللَّهُمَّ رَبَّ جِبْرَائِيلَ وَمِيكَائِيلَ وَإِسْرَافِيلَ فَاطِرَ
السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ عَالِمَ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ أَنْتَ تَحْكُمُ
بَيْنَ عِبَادِكَ فِيمَا كَانُوا فِيهِ يَخْتَلِفُونَ اهْدِنِى لِمَا
اخْتُلِفَ فِيهِ مِنَ الْحَقِّ بِإِذْنِكَ إِنَّكَ تَهْدِى مَنْ تَشَاءُ
إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ ».
نواصل بعد الفاصل
الإثنين يونيو 13, 2011 9:28 am من طرف سهيلة الفلسطنية
» اقتراب الساعة
الإثنين يونيو 13, 2011 9:27 am من طرف سهيلة الفلسطنية
» لا أساس للإسرائيليات التي تحمد ما مضى وما بقي من الدنيا
الإثنين يونيو 13, 2011 9:12 am من طرف سهيلة الفلسطنية
» شهادة حذيفة بحدوث بعض ما أخبر به الرسول عليه السلام لم يبق من الدنيا إلا اليسير
الإثنين يونيو 13, 2011 9:11 am من طرف سهيلة الفلسطنية
» إشارات نبوية إلى الأحداث الماضية والمستقبلة حتى قيام الساعة
الإثنين يونيو 13, 2011 9:10 am من طرف سهيلة الفلسطنية
» لم يصح عن الرسول أنه لا يمكث في الأرض قبل الساعة ألف سنة ولم يحدد الرسول مدة معينة لقيام الساعة
الإثنين يونيو 13, 2011 9:08 am من طرف سهيلة الفلسطنية
» خير القرون قرن الرسول عليه السلام ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم ثم تنتشر المفاسد
الإثنين يونيو 13, 2011 9:07 am من طرف سهيلة الفلسطنية
» عدم صحة ما ورد من أن الآيات بعد المائتين، وأن خير المسلمين بعد المائتين من لا أهل له ولا ولد
الإثنين يونيو 13, 2011 9:05 am من طرف سهيلة الفلسطنية
» ليس المقصود بالخلفاء القرشيين الاثني عشر أولئك الذين تتابعوا بعد الرسول عليه السلام سرداً
الإثنين يونيو 13, 2011 9:04 am من طرف سهيلة الفلسطنية