فتنة المال والسلطان
قال الله تعالى ( ويلٌ لكلِ همزةٍ { 1}لُمزةٍ الذي جَمَعَ مالاً وَعَدَده{ 2}يَحسَبُ أنِّ مَالَهُ أَخلَدَه )
· في
هذه السورة الكريمة التحذير من فتنة المال كما هو ظاهر , ولاريب أنّ في
المال مفسدة عظيمة لاينجو منها إلا القليل , مع ذلك فالمتعرضون لطلبه كثير ,
وقد روى الترمذي بسند صحيح عن كعب بن عياض قال سمعت النبي صلى الله عليه
وسلم يقول "إن لكل أمة فتنة وفتنة أمتي المال
"وقد جاء في تعريف الهمزة اللمزة قوا ابن تيمية هو "الطعان العياب "وهما
صفتان متلازمتان "وقد وصف الله غي هذه السورة الهمزة اللمزة بالجامع للمال
المعدد له , وهذه صفة الجموع المنوع , وهو وصف ثالث , وقد جاء في سورة
القلم مايشبه هذه السورة في تناسق الآيات وهو قوله تعالى (همَّازٍمشَّاءٍبنميم {} مناع للخير معتدٍأثِيم )إلى قوله أن كان ذا مال وبنين )وقال ابن تيمية في ترتيب هذه الأوصاف الثلاثة وصفه بالطعن في الناس والعيب لهم وبجمع المال وتعديده , وهذا نظير قوله تعالى (والله لايحب كل مختال فخور {} الذين يبخلون ) الحديد
ونظيره في سورة النساء 36-37(إن الله لايحب من كان مختالا فخورا الذين يبخلونويأمرون الناس بالبخل )
فإن الهمزة اللمزة يشبه المختال الفخور والجمَّاع المحصي نظير البخيل
وكذلك آيات سورة القلم المذكورة آنفاً وصفه بالكبر والبخل وكذلك قوله أما
من بخل واستغنى فهذه خمسة مواضع وذلك ناشيء عن حب الشرف والمال فإن محبة
الشرف تحمل على إنتقاص غيره بالهمزواللمز والفخر والخيلاء ومحبة المال تحمل
البخل كما ذكره ابن القيم في التبيان في أقسام القرآن .
لاريب أن هذا المفتون بالمال مفتون بالحرص على السلطان , ولكن افتتانه بالمال أخصّ كما هو ظاهر في هذه السورة .
سورة الفيل
فتنة السلطان
فتنة السلطان
قال تعالى (ألم تر كيف فعل ربك بأصحاب الفيل ألم يجعل كيدهم في تضليل وأرسل عليهم طيرا أبابيل ترميهم بحجارة من سجيل فجعلهم كعصف مأكول )
لما حذر الله تعالى في السورة
السابقة من فتنة المال وبين نتيجتها الوخيمة شرع في هذه السورة في التحذير
من فتنة السلطان وبيان نتيجتها لأنها نزلت في الملك أبرهة الذي أطغاه ملكة
حتى رام هدم الكعبة وقد قيل :
حب الرياسة أطغى من على الأرض ***حتى بغى فيها بعضهم على بعض
وقد أتى هذا الجبار بأضخم حيوان مركوب على وجه الأرض فأهلكه الله بأحقر طير وأضعفه !فسبحان الملك المهيمن العزيز الجبار المتكبر .
والغرض من ترتيب السور الثلاث العصر والهمزة والفيل وأنها رتبت على أبدع الترتيب :
ففي سورة العصر الإشارة إلى
الحذرمن الخسر جملة ولما كانت خسارو الإنسان تابعة لحرصه على المال
والسلطان فقد شرع الله في تفصيل ذلك في السورتين اللتين بعدها
ففي سورة الهمزة التصريح بالواقع في السبب الاول .
وفي سورة الفيل التصريح بالواقع في السبب الثاني .
فبان حينئذ سر ارتباط هذه السور بعضها ببعض , والعلم عند الله
وصلى الله وسلم على نبينا محمد
الإثنين يونيو 13, 2011 9:28 am من طرف سهيلة الفلسطنية
» اقتراب الساعة
الإثنين يونيو 13, 2011 9:27 am من طرف سهيلة الفلسطنية
» لا أساس للإسرائيليات التي تحمد ما مضى وما بقي من الدنيا
الإثنين يونيو 13, 2011 9:12 am من طرف سهيلة الفلسطنية
» شهادة حذيفة بحدوث بعض ما أخبر به الرسول عليه السلام لم يبق من الدنيا إلا اليسير
الإثنين يونيو 13, 2011 9:11 am من طرف سهيلة الفلسطنية
» إشارات نبوية إلى الأحداث الماضية والمستقبلة حتى قيام الساعة
الإثنين يونيو 13, 2011 9:10 am من طرف سهيلة الفلسطنية
» لم يصح عن الرسول أنه لا يمكث في الأرض قبل الساعة ألف سنة ولم يحدد الرسول مدة معينة لقيام الساعة
الإثنين يونيو 13, 2011 9:08 am من طرف سهيلة الفلسطنية
» خير القرون قرن الرسول عليه السلام ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم ثم تنتشر المفاسد
الإثنين يونيو 13, 2011 9:07 am من طرف سهيلة الفلسطنية
» عدم صحة ما ورد من أن الآيات بعد المائتين، وأن خير المسلمين بعد المائتين من لا أهل له ولا ولد
الإثنين يونيو 13, 2011 9:05 am من طرف سهيلة الفلسطنية
» ليس المقصود بالخلفاء القرشيين الاثني عشر أولئك الذين تتابعوا بعد الرسول عليه السلام سرداً
الإثنين يونيو 13, 2011 9:04 am من طرف سهيلة الفلسطنية